زمزم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إنها مباركة وإنها طعام طعم)
ترتبط قصة ماء زمزم بأحداث عظيمة في تاريخ الإسلام. فقد كانت السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام تبحث عن الماء لابنها الرضيع إسماعيل عليه السلام بعدما تركهما سيدنا إبراهيم بأمر من الله في وادٍ غير ذي زرع عند بيته المحرّم. وبينما كانت تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات بحثًا عن الماء، انفجر الماء من تحت قدمي نبي الله إسماعيل، وقد أصبح مصدرًا للحياة في مكة المكرمة وجعل الله افئدة من الناس تهوي إليهم منذ ذلك الزمان إلى وقتنا الحالي. وبعد أحداث تاريخية دُفن فيها البئر المبارك إلى أن أعاد حفره عبدالمطلب بن هاشم (جدّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم) بعد أن رأى رؤية تدله على موقعها حسب ما دوّن في كتب التاريخ.
"إنَّها مبارَكةٌ إنَّها طعامُ طُعمٍ وشفاءُ سُقم" كما أخبرنا به المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم، وهي غنيّة بالمعادن وتحتوي على نسبة متوازنة منها مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، مما يجعله مفيدًا للصحة. يعد ماء زمزم أحد أعظم النعم التي أنعم الله بها على المسلمين، إذ يتمتع بقدسية خاصة ومكانة عظيمة في قلوب المؤمنين. ينبع هذا الماء المبارك من بئر تقع في الحرم المكي بجوار الكعبة المشرفة، وهو ماء له تاريخ يمتد لآلاف السنين منذ أن تفجر تحت قدمي نبي الله إسماعيل عليه السلام بأمر من الله عز وجل.
بئر يدوية حفرت في رواسب وادي إبراهيم الخليل وفي طبقة الصخور المحيطة بأقطار مختلفة تراوحت من 1.27م إلى 2.66م، يصل عمقه إلى 30.50 متراً.
مرّ البئر بأحداث تاريخية وثقتها كتب التاريخ عبر العصور، وفي عصرنا الحالي أولى ملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيّب الله ثراه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ماء زمزم اهتمامًا كبيرًا، حيث نفذوا العديد من المشاريع التطويرية لحماية البئر وضمان نقاوته، وتسهيل وصوله للحجاج والمعتمرين بأفضل الطرق الحديثة، كان من أهمها تدشين مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمة الله) لسقيا زمزم بتنقيته وتعبئته آلياً في شهر رمضان المبارك من العام 1431هـ، والذي يغذي الحرم المكي والمسجد النبوي وراغبي الحصول على مياه زمزم المباركة من سكان وزوار البيت العتيق من الحجاج والمعتمرين وعموم المسلمين بحالة آمنة ونقية.
بيانات ضوابط واشتراطات هندسية
طلب مراجعة واعتماد دراسة فنية
طلب مراجعة واعتماد مواد العزل
قام مركز دراسات وأبحاث زمزم بإجراء العديد من الدراسات الجيولوجية المختلفة بهدف تقييم آثر المشاريع التطويرية على التوازن الهيدروجيولوجي في حوض وادي إبراهيم ومنطقة الحماية
تم خلال المشروع إعادة تأهيل صحن المطاف واجراء الدراسات المستفيضة للجوانب البيئية لتحسين الخصائص الهيدروليكية للخزان الجوفي في المنطقة المحيطة ببئر زمزم المباركة.
يقع المشروع التطويري على جبل خندمة المُطل على الحرم المكي الشريف من الناحية الشرقية وبالقرب من المنطقة المركزية، والذي خضع الى عدة دراسات شملت دراسات جيولوجية، هيدرولوجية، هيدروجيولوجية وجيوتقنية لتقييم أثر تطوير المنطقة على حوض وادي إبراهيم ومنطقة الحماية.
يقع المشروع جنوب شرق الحرم المكي الشريف وتكمن أهميته في وقوعه على أحد الروافد المهمة المغذية لبئر زمزم المباركة، حيث شملت الدراسة عدة محاور منها الجيولوجية والجيولوجية الهندسية والتركيبية والجيوتقنية والجيوفيزيائية والهيدروجيولوجية.
يقع المشروع في منطقة جبل القلعة جنوب الحرم المكي والذي خضع إلى دراسات مستفيضة لضمان عدم تأثير منشآته تحت السطحية على حركة وسريان المياه الجوفية في المنطقة بتطبيق أفضل الحلول والممارسات الفنية والهندسية لتحقيق مبدأ الاستدامة.
يقع المشروع شرق الحرم المكي والذي نُفذ وفق توصيات ومتطلبات الهيئة للمحافظة على التوازن الهيدروجيولوجي في منطقة المشروع، بالإضافة الى كونه المشروع الأول الذي تم فيه تنفيذ نظام حصاد مياه الأمطار لتغذية الخزان الجوفي باستحداث نظام إعادة الشحن الصناعي للمياه بهدف تعويض نسبة الاستقطاع نتيجة الاعمال التطويرية في المنطقة.
الأضخم من نوعه والذي يقع شرق مشروع جبل عمر ويستقطع ثلاثة احوض فرعية مجاورة بما فيهم حوض وادي إبراهيم، والذي تم فيه اعداد دراسة فنية لتقييم أثر المنشآت تحت السطحية على التوازن الهيدروجيولوجي في منطقة المشروع وتطبيق أفضل الحلول الفنية والعلمية لتحقيق مبدأ الاستدامة.
أولت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية منذ تأسيسها اهتماما في المحافظة على ماء زمزم ومصادره المغذية من خلال الأبحاث الجيولوجية والجيولوجية الهندسية والهيدروجيولوجية والجيولوجية البيئية، مما يعزز استمرارية تدفق ماء زمزم ونقائه بمشيئة الله. حيث تعمل على مراقبة الأنشطة الجيولوجية والزلزالية والمتغيرات البيئية والتطورات العمرانية المحيطة بالحرم المكي الشريف بشكل خاص وحوض وادي إبراهيم بشكل عام، من خلال مركز دراسات وأبحاث زمزم الذي أنشأته عام 1421هـ تحقيقاً للأوامر السامية الكريمة القاضية بتكليف هيئة المساحة السعودية بالإشراف الكامل على استخراج مياه زمزم وتعقيمها، إضافة إلى المهام المسندة إلى وزارة البترول والثروة المعدنية(سابقاً) بمتابعة وتنفيذ الأعمال المتعلقة بمياه زمزم ودراسة مصادرها والحفاظ عليها وتحديد ومراقبة مخزونها، ونتيجةً لذلك فقد بدأ المركز بسلسلة من المشاريعِ الاستقصائية للتعرف على مصادر المياه وتحديدها ومراقبتها وجمع المعلومات والبيانات الضرورية لإدارة المصادر المغذية لماء زمزم والمحافظة على استدامتها. حيث أن لها دورًا محوريًا في دراسة وحماية ماء زمزم ومصادره المغذية والتنبؤ بالعوامل التي قد تؤثر عليهما، والعمل على إيجاد أنسب الحلول للتقليل أو الحد من آثارها، وذلك من خلال الأبحاث الجيولوجية المختلفة
تعمل الهيئة على دراسة التراكيب الجيولوجية ومعرفة نوعية الصخور في منطقة البئر والمنطقة المحيطة بالحرم، لفهم طبيعة الصخور والتكوينات الجوفية التي تغذي بئر زمزم بالمياه.
تدرس الهيئة المصادر المغذيّة لماء زمزم، حيث تبيّن أنه عند هطول الأمطار على حوض وادي إبراهيم تترشح جزء منها إلى الخزان الجوفي غير المحصور (Unconfined aquifer) لتكوّن طبقة مشبّعة بالمياه الجوفية تبدأ رحلتها عبر مسامات التربة المختلفة (الرملية والغرينية والطميية) وشقوق الصخور المحيطة مثل الديورايت والجرانوديورايت وغيرها من الصخور النارية والمتحولّة إلى أن يصل جزء منها إلى البئر المباركة مكوّناً ماء زمزم.
تقوم الهيئة بدراسات مكثّفة لنوعية المياه وجودتها من خلال أعمال الرصد والرقابة المستمرة، حيث تعمل الهيئة بسواعد أبنائها المخلصين في جولات يومية لجمع عينات من ماء زمزم وجولات شهرية لجمع عينات من المصادر المغذية، تسعى من خلالها على تحليل مكونات ماء زمزم للتأكد من خلوّه من أي ملوثات، وذلك باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات المختبرية.
تقوم الهيئة بدراسة وتحليل البيانات المطرية والمناخية من المحطات الحديثة الموزعة على امتداد حوض وادي إبراهيم، وتقدير حجم التغذية (Recharge) للخزان الجوفي بشكل سنوي.
إيماناً من الهيئة بتطبيق أحدث التقنيات المستخدمة في الرقابة المستمرة، تم تركيب جهاز في بئر زمزم يحتوي على عدة مستشعرات تتابع لحظياً أي تغيرات قد تطرأ على منسوب الماء في البئر أو نوعيته عن طريق إرسال بيانات كل نصف ساعة إلى مكاتبها في مدينة جدة وذلك على مدار العام لإجراء التحليلات البيانية والإحصائية.
تراقب الهيئة دوريًا نوعية وعمق أساسات المشاريع التطويرية والتنموية بهدف عدم إعاقة مسارات المياه الجوفية المغذية لبئر زمزم، ووضع الضوابط والاشتراطات للأساسات والحفر والقطع الصخري.
يظل ماء زمزم رمزًا للبركة والمعجزة الإلهية التي بقيت شاهدة على قدرة الله وعنايته بعباده. ومع استمرار جهود هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وتضافر الجهود مع نظرائها في بقية القطاعات المختلفة، يظل هذا الماء المبارك محط اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين لبذل الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على استدامته. ومهما تغيرت الأزمنة، سيبقى ماء زمزم حاضرًا في حياة المسلمين، يروي عطشهم الروحي والجسدي على حد سواء، ويعزّز ارتباطهم بالإيمان والتاريخ الإسلامي العريق.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة للتأكد من سهولة الاستخدام وضمان تحسين تجربتك أثناء التصفح. من خلال الاستمرار في تصفح هذا الموقع، فإنك تقر بقبول استخدام ملفات تعريف الارتباط. الشروط والأحكام والسياسات سياسة الخصوصية .
موافق